محمد باحارث
مجلس فوربس للأعمال

محمد باحارث

رئيس نادي الإعلام - كاتب - إعلامي - مؤلف - صانع محتوى - شخصية سعودية ملهمة

منذ صغره، واجه محمد باحارث تحدياتٍ جمة. تم تشخيص إصابته بـ”الديسلاكسيا”، وهي إعاقة في التعلم تُعيق قدرة الشخص على معالجة البيانات في المخ، وأبرز ملامحها عسر القراءة والكتابة والمنطق المختلف والتفكير بما يوصف إنه خارج الصندوق. واجه محمد صعوباتٍ في المدرسة والحياة، حيث إن إعاقته متقدمة و مصحوبة بـ ADHD كذلك، لكنه لم يستسلم. سعى جاهدًا لتطوير مهاراته، ويوميا يمارس جهد عظيم حتى نجح في تحويل إعاقته إلى قصة إبداع وتحدٍّ.

في سنٍ مبكرة، ظهر شغف محمد بالكتابة. لم تمنعه الديسلاكسيا من التعبير عن أفكاره ومشاعره، بل جعتله أكثر إصرارًا على النجاح. نال محمد شهرة واسعة بعد مشاركته في مؤتمر TEDxJeddah عام 2016 م، الذي رعته مشكورة مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية MISK ، حيث تحدث بإلهام عن رحلته مع الديسلاكسيا وكيف حوّلها إلى قصة إصرار و إلهام وتحدٍّ.

لم يتوقف محمد باحارث عند الكتابة فقط. بل اتجه إلى مجالات أخرى مثل الإعلام وإستشارات الأعمال والعلاقات العامة، وصولا بالفضاء. أسس نادي الإعلام، ونادي الفضاء، ونادي المخترعين، ونادي الاستثمار، ونادي الخيال العلمي. نال العديد من الجوائز، منها جائزة واجنزبرج الأدبية عام 2019، وجائزة مستشار الأعمال لعام 2023 و جائزة جدة للإبداع ١٤٤٣ هجرية.

يُعد محمد باحارث نموذجًا ملهمًا للشباب. أثبت أنه لا شيء مستحيل إذا كان الإنسان لديه إصرار وعزيمة. يُشجع محمد الشباب على التغلب على تحدياتهم وتحقيق أحلامهم. حيث ساهمت مبادرة إسمحوا للشباب في الإنتصار للحقوق المدنية للشباب و مكافحة التمييز ضدهم عندما كان عضو في مجلس شباب منطقة مكة المكرمة بأمارة منطقة مكة المكرمة و بدعم من سمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل – حفظه الله و رعاه -.

وبعد مسيرة ١٦ سنة في إستشارات الأعمال، قام محمد باحارث بتطوير طريقة باحارث ™ و نموذج تحقيق الأهداف © و تأسيس معهد MBI و مكتب إستشارات و أول مؤسسة تجارية فضائية سعودية. وهو الآن عضو بمجلس فوربس للأعمال كأول سعودي يسجل بشكل مستقل.

لم تكن رحلة محمد باحارث سهلة، لكنه تحدّى الصعاب وحقق إنجازاتٍ عظيمة. قصة محمد باحارث هي قصة إصرار وإلهام، قصة إنسانٍ حوّل إعاقته إلى قصة نجاحٍ ملهمة و يستمر يوميا بإلهام الملايين من الأشخاص حو العالم بفيديوهاته التحفيزية و عشقه للأنظمة و القوانين و التوعية بها ضمن مجالات الإعلام و صناعة المحتوى و التحفيز.

لكن قصة محمد باحارث لا تنتهي هنا. فهو يسعى لتحقيق المزيد من الإنجازات، و يطمح إلى أن يصبح أول وزير سعودي من ذوي الديسلاكسيا. و يواصل محمد كتابة مقالاته و كتبه، و يشارك في المؤتمرات و الفعاليات لنشر الوعي حول الديسلاكسيا و مساعدة الآخرين على التغلب على تحدياتهم.

محمد باحارث هو رمز للأمل و الإلهام. هو دليلٌ على أن الإعاقة ليست عائقًا أمام النجاح، بل يمكن أن تكون حافزًا لتحقيق الإنجازات العظيمة.

#محمد_باحارث #إعلام #كتابة #أعمال #إلهام #تحدي #ديسلاكسيا

” من الشخصيات الـ ١٠٠ الأكثر تأثيراً في تويتر “
-فوربس الشرق الأوسط يوليو ٢٠١١ م

مجلة فوربس الشرق الأوسط

” من الـ ٥٠ شخصية الأكثر تأثيراً
في الكتابة و التدوين “

– مرصد إلمام ٢٠١٦ م Screenshot 2015-11-10 07.39.58

رحلة تحدٍّ تبدأ بكلمة “أنت غبي”

في بداية حياته، واجه محمد باحارث حُكمًا قاسيًا من طبيبٍ اعتبره من ذوي الاحتياجات الخاصة، مُنذرًا إياه بفشلٍ مُحتم. “أحمد ربك لو عشت حياة طبيعية” كانت كلماته التي هزت مشاعر والدته، بينما لم يستسلم محمد، ونطق بكلماته المُفعمة بالثقة: “يا ماما هذا الدكتور غبي، أنا فاهم كل الكلام اللي بيقوله و حوريكي إنه غلط”.

منذ تلك اللحظة، تحولت رحلة محمد إلى تحدٍٍّ حقيقي. واجه عقباتٍ تفوق صعوبتها قدرة أي شخص عادي، لكنه لم يستسلم. جاهد نفسه و تحمل الصعاب، مُصِرًا على عيش حياةٍ غير عادية.

منذ أن كان في السادسة من عمره، أثبت محمد أنه شخص متفوق و مبدع. نجح في التغلب على إعاقة الديسلاكسيا، و حوّلها إلى حافزٍ للإبداع و التفوق. و اليوم، يواصل محمد رحلته المُلهمة، حامداً الله على كل حلم حققه له و على كل نجاحٍ حققه.

الوظيفة حامل حقائب يدوية

كانت أولى وظائف محمد باحارث حاملًا لحقائب اليد في فندق جده “الشيخ محمد صالح باحارث” – رحمه الله -، مستشار الملك فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله -، و للذين أول وكيل لوزارة المالية، و مدير مكتب الوزير “الشيخ عبدالله السليمان” – رحمه الله -.

كان محمد، في تلك الفترة، في السادسة من عمره، و يدرس في المدرسة. و كان يعمل لمدة 4 ساعات في اليوم، بموجب خطاب إستثناء من الوزير الراحل “الدكتور غازي القصيبي” – رحمه الله -.

كان محمد يبدأ عمله فور وصوله من المدرسة بعد إنجاز واجباته، و يعود برفقة والده بعد انتهاء الدوام. و كان راتبه 250 ريال سعودي، و كان غير منتظم في الدوام، إلا أنه كان عالي الإنتاجية.

و على الرغم من صغر سنه، تعلم محمد الكثير من العمل في مجال الفنادق و التعامل مع النزلاء. و كانت تلك التجربة بمثابة حجر أساسٍ في رحلته المهنية المُلهمة.

شغفٌ بالتقنية يُشعل إبداعًا منذ الصغر

منذ نعومة أظافره، كان محمد باحارث مُولعًا بالتكنولوجيا. لم يكن جهازٌ في المنزل يسلم من فضوله، فكان يُحاول فهم كيفية عمله، حتى لو أدى ذلك إلى تفكيكه!

لم يُحبط والده شغفه، بل وجهه إلى الاتجاه الصحيح. أرسله مع السائق إلى مركز صيانة شركة سوني، حيث سمح له الكرم و رحابة صدر طاقم الصيانة بالدخول و التعلم، شريطة وجود شخص راشد و إذن خطي من والده.

منذ ذلك الوقت، لُقّب محمد بـ”صاحب الأيادي الذهبية” لقدرته الاستثنائية على إصلاح الأعطال. و منذ الصف الأول الابتدائي و حتى السادس، كان يقضي معظم وقته في تجربة البرامج و تنصيبها و التعديل على إعداداتها في أنظمة ويندوز و ماكنتوش، مُقارنًا بينهما و مُفضّلاً أحدهما على الآخر.

شغفٌ مُبكرٌ بالتقنية، و رحلةٌ مُلهمةٌ نحو الإبداع و الابتكار، و قصةٌ تُلهم الجيل الجديد لمتابعة شغفهم و تحقيق أحلامهم.

رحلةٌ في مطبعة الخطوط السعودية: صقلٌ للمواهب و إبداعٌ مُبكر

من أجمل أيامه و أكثرها تأثيرًا، كانت تلك الفرصة الرائعة التي نالها محمد باحارث عام 1995 م، حيث عمل كمتدرب في مطبعة الخطوط السعودية بفضل المهندس شاكر طلعت ناظر.

كانت تلك الرحلة بمثابة صقلٍ لمواهب محمد و إبداعه المُبكر. تعلّم خلالها التصوير الفوتوغرافي و المونتاج و صيانة الإلكترونيات و استخدام الفوتوشوب و التصميم و العمل في خط الإنتاج في المطبعة.

و كان له شرف تصميم أول موقع سعودي على الإطلاق، وهو موقع الخطوط السعودية الأول، بإشراف المهندس حسن شاولي.

لم تكن تلك التجربة مجرد عملٍ روتيني، بل كانت رحلةً مُلهمةً صقلت مهارات محمد و فتحت أمامه آفاقًا جديدةً للإبداع و الابتكار.

نادي شباب الأعمال: رحلةٌ في القيادة و التعلم

في عام 2004، انضم محمد باحارث إلى نادي شباب الأعمال. كان ذلك بفضل صديقه محمد بن حمد، الذي كان يعمل في قسم التسويق في النادي.

سرعان ما أصبح محمد من أكثر مرتادي النادي و نشاطاته. تعرّف على معظم الأعضاء و أسس قسم العلاقات العامة في النادي. و في عام 2006، تم انتخابه رئيسًا للنادي.

كانت تجربة محمد في رئاسة نادي شباب الأعمال رائعةً و مُلهمةً. تعلّم منها الكثير عن القيادة و العمل الجماعي و كيفية إدارة النشاطات و الأحداث. كما تعلّم من زملائه في الكلية و أصدقائه في النادي كيفية إدارة النادي بفعالية.

من خلال هذه التجربة، اكتسب محمد مهاراتٍ قيّمةً و خبراتٍ ساعدته في حياته المهنية و الشخصية.

مجلس شباب منطقة مكة المكرمة: رحلةٌ في الخدمة و العطاء

كان انضمام محمد باحارث إلى مجلس شباب منطقة مكة المكرمة فرصةً ذهبيةً لإثبات قدراته و خدمة شباب المنطقة.

بدأ محمد بحملة الأخلاق المهنية بالتعاون مع أمارة المنطقة و وزارة العمل. هدفت الحملة إلى نشر الوعي حول أهمية الأخلاق المهنية في مختلف المجالات.

ثم أطلق مبادرة “إسمحوا للشباب”. تهدف هذه المبادرة إلى رفع التقارير عن المحلات المخالفة للإشتراطات البلدية في الإجازات، والتي تمنع دخول الشباب الذكور للمطاعم.

أتاحت هذه الفرصة لمحمد التعرف على المحافظات التابعة لأمارة مكة المكرمة، و شرف حضور مجلس المنطقة و خدمة المحافظات و سكانها.

كانت رحلة محمد في مجلس شباب منطقة مكة المكرمة رحلةً مُلهمةً مليئةً بالعطاء و الخدمة. تعلّم محمد الكثير عن العمل التطوعي و كيفية خدمة المجتمع، و اكتسب مهاراتٍ قيّمةً ساعدته في حياته المهنية و الشخصية.

جائزة جدة للإبداع: تتويجٌ لجهودٍ مُخلصة

بعد رحلةٍ مُلهمةٍ من الجهود المبذولة في مبادرة التوعية بإعاقة الديسلاكسيا، فاز فريق المبادرة بقيادة أخوهم محمد باحارث بجائزة جدة للإبداع.

تمّ تكريم الفريق من قبل محافظ جدة سمو الأمير عبدالله بن سعود بن جلوي آل سعود حفظه الله و رعاه، في حفلٍ مُبهرٍ حضره نخبةٌ من الشخصيات المُؤثّرة في المجتمع.

كان هذا التكريم تتويجًا لجهودٍ مُخلصةٍ و مثابرةٍ استثنائيةٍ من قبل محمد و فريقه. فقد نجحوا في نشر الوعي حول إعاقة الديسلاكسيا و مساعدة الكثير من الأشخاص على فهمها و التعامل معها بشكلٍ أفضل.

إنّ فوز محمد بجائزة جدة للإبداع هو بمثابة إنجازٍ مُلهمٍ و حافزٍ للجميع لمتابعة أحلامهم و تحقيق أهدافهم.

محاضر وطني و مستبصر تقني: رحلةٌ في الإلهام و التمكين

شغفٌ بالتقنية و الفضاء و الإختراعات، تلك هي الصفات التي تميز محمد باحارث، المحاضر الوطني و المستبصر التقني.

قاد هذا الشغف محمد إلى رئاسة نادي الفضاء و الرئاسة بالإنابة في نادي المخترعين، بالإضافة إلى رئاسة نادي الإعلام.

محمد شاب متعدد المواهب و القدرات، لا يحده إلا خياله. قدراته لا محدودة، و شغفه في الإعلام و تقنياته يؤهله لأن يكون دائما في الطليعة و المقدمة.

لا يكتفي محمد بالتعلم فقط، بل يُشارك علمه و خبرته مع الآخرين. فهو محاضرٌ وطنيٌ يُلهم الشباب و يُشجعهم على تحقيق أحلامهم.

إنّ قصة محمد باحارث هي قصةٌ مُلهمةٌ تُثبت أنّ لا شيء مستحيلٌ. فبإصراره و شغفه و مثابرته، تمكن من تحقيق إنجازاتٍ عظيمةٍ في مختلف المجالات.

Bill Gates in Jeddah, Saudi Arabia 2013

تحدٍّ مُلهم في مؤتمر تيديكس جدة

كان من أصعب التحديات التي واجهها محمد باحارث هو التحدث أمام أكثر من 1000 شخص في مؤتمر تيديكس جدة عام 2016.

بدأ محمد كلمته بالقول “أنا عندي إعاقة”. تطلب ذلك شجاعةً كبيرةً و جرأةً للتحدث عن إعاقته و عن كيفية مواجهته للصعوبات اليومية في حياته مع الديسلاكسيا.

ثم تحدّث محمد عن مشاهير و علماء غيّروا العالم و كانوا مصابين بنفس الإعاقة. سرد بعض نتاجهم الفكري و السينمائي و عن براءات الإختراع التي غيّرت العالم و مخترعيها مصابون بنفس الإعاقة ( Dyslexia ).

كانت مشاركة محمد في مؤتمر تيديكس جدة تجربةً مُلهمةً و مُؤثرةً. لقد أظهر للجميع أنّ الإعاقة ليست عائقًا أمام النجاح و تحقيق الأحلام.

حكاية شاب مُحب للفضاء: رحلةٌ من الطفولة إلى رحلة المريخ

منذ نعومة أظافره، كان محمد باحارث مُحبًا للفضاء و مُعجبًا بأسراره. في إجازة نهاية العام، اصطحبه والده إلى الولايات المتحدة الأمريكية لزيارة وكالة ناسا.

زار محمد العديد من مراكز ناسا، و تذوق طعام الفضاء، و التقى بأحد رواد الفضاء الجدد. تركت هذه الزيارة أثرًا عميقًا في نفسه، و ألهمته ليكون العربي الأول في المتطوعين لرحلة المريخ التي نظمتها منظمة مارس ون عام ٢٠١٣م.

و على الرغم من عدم وصوله إلى مرحلة الترشيحات النهائية، إلا أنه لم ييأس. بل واصل شغفه بالفضاء و شارك في الحملة الإعلامية لمسبار الأمل التي نظمها مركز الشيخ محمد بن راشد للفضاء.

و لم يتوقف إبداع محمد عند هذا الحد، بل كان أحد مؤسسي مبادرة ريادة الفضاء العربية.

إنّ قصة محمد باحارث هي قصةٌ مُلهمةٌ تُثبت أنّ الإصرار و الشغف هما مفتاح النجاح. فبفضل مثابرته و إيمانه بقدراته، تمكن من تحقيق إنجازاتٍ عظيمةٍ في مجال الفضاء.

كتاب قوانين التجارة الحضرمية